حصاد الدوري الفلسطيني

تساءلت القدس الرياضي في عرضها لمباريات الاسبوع السابع للدوري الممتاز بكرة القدم :هل يخطف الامعري القمة بالنظر الى صعوبة مواجهتي مركز طولكرم وعسكر مع هلال اريحا وجبل المكبر على التوالي؟

الجواب لم يأت بنعم فقط بل جاء بلغة الجزم والتأكيد لأن هبوط طائرة مركز الامعري في مطار قمة الدوري لم يأت اعتباطاً او صدفة بل جاء بفوز ساحق التهم فيه الفريق الاخضر شقيقه العربي بيت صفافا بستة اهداف نظيفة جعلت الامعري ينفرد بقمة الترتيب بفارق نقطتين عن اقرب منافسيه فريق واد النيص المتألق في رقعة اخرى من الوطن العربي وبالتحديد في جيبوتي حيث شرف هناك الكرة الفلسطينية بفوز ناضج برباعية مقابل هدف في اولى مبارياته ضمن تصفيات دوري ابطال العرب .

وانفرد الامعري في قمة الفرق الاكثر فوزاً في الدوري حيث حقق فوزه الخامس رافعا رصيده الى 16 نقطة والى 18 هدفاً ومقترباً من رصيد مركز طولكرم الذي سجل 19 هدفاً كما ان نجم خط الهجوم احمد كشكش سجل ثلاثية جميلة ارتقى بها الى المركز الثاني على لائحة الهدافين متساوياً مع النجم المقدسي احمد علان برصيد 7 اهداف لكل منهما وبفارق هدفين خلف معن عبيد لاعب مركز طولكرم والطريف ان ثلاثية كشكش هي الاولى في الدوري بعد سوبر هاتريك(4 اهداف) لمؤمن صندوقة في مرمى الخضر.

وتعتبر نتيجة الامعري ثالث نتيجة تسجل في الدوري بهذا الكم من الاهداف بعد فوز البيرة على الخضر وسلوان على اتحاد نابلس بستة اهداف نظيفة ولازالت مباراة سلوان وشباب الخليل(3-4 للشباب) الاكثر اهدافا لغاية الان في الدوري.

ويدين الامعري بفوزه الى جماعية الاداء وحنكة المدرب وزحف الجماهير بقوة خلف فريقها وتوفير مقومات الدعم المادية والمعنوية من قبل مجلس ادارة متحفز ومتفهم لمسؤلياته اتجاه هذا الدوري المصيري، وعليه فان تفكير الامعري في التربع على صدارة الدوري امر حيوي ومشروع لكن المدرب والجهاز الفني يتوجب عليه اخذ الحيطة والحذر من كثرة الانظارات والبطاقات الحمراء التي يحصل عليها لاعبو الفريق حيث ان الامعري هو متصدر لائحة الاسوأ في اللعب النظيف بعد ان نال لاعبوه 4 بطاقات حمراء.

وطالب اداريو الامعري يوم امس بشكل رسمي عبر القدس الرياضي من اتحاد كرة القدم عدم فرض العقوبات والحرمان على اللاعبين الذين يحصلون على 3 بطاقات صفراء ورفعها الى خمسة في ضوء كثرة عدد مباريات الدوري.

وفي الوقت الذي يحتفل فيه ابناء الامعري بالصدارة فان مركز طولكرم عاد من ملعب بلدية الخضر بخسارة ثانية على التوالي بعد هزيمته امام هلال اريحا بهدفين لثلاثة ليتراجع الى المركز الرابع على اللائحة خلف الامعري وواد النيص وعسكر ليتجمد رصيده عند النقطة الثالثة عشرة ورغم الهزيمة الا ان ادارة مركز طولكرم ستجدد ثقتها على الارجح بجهازها الفني والتدريبي اذا ما اخذ بعين الاعتبار ان الفريق غير مهدد بالهبوط الى مراتب ادنى وانه قادر على استخلاص العبر والدروس من هذه الهزيمة .

وفي الوقت الذي عاد فيه معن عبيد لاعب المركز الى التهديف بعد صيامه في المباراة الاخيرة فان مهاجم جبل المكبر احمد علان الذي تعود على التسجيل في كل مناسبة حتى الاسبوع السادس وقع في فخ العسكر وفشل في التسجيل لأول مرة ليعود فريقه الى لغة التعادلات التي اصبح ملكها مشاركة مع فريق الظاهرية حيث تعادل كل منهما 4 مرات .

واذا كان عسكر قد استعاد التوازن مرحلياً بعد خسارته الاولى من شباب الخليل في الاسبوع السادس فان جبل المكبر لا زال في قمة النشوة حيث انه ارتقى للمركز الخامس متقدما بفارق الاهداف على ثقافي طولكرم ولا زال الفريق دون خسارة مناصفة مع واد النيص وهو انجاز يحسب للفريقين بعد انقضاء ثلث الدوري بالتمام والكمال.

وبعد خسارته امام المكبر في الاسبوع السادس علـي استاد بلدية اريحا عاد فريق ثقافي طولكرم الى نفس الملعب ليحقق فوزاً ثميناً وصعباً على شقيقه فريق مؤسسة شباب البيرة بهدف الهداف محمد ابو كشك الذي رصع لنفسه النجمة الخامسة على لائحة الهدافين ليرتقى الثقافي للمركز السادس رافعا رصيده الى 13 نقطة ومحتفظاًَ لنفسه بحق المنافسة على الصدارة ومن ثم اللقب لكن مشكلة الثقافي اسوة بشقيقه الامعري تكمن في حصول لاعبيه على بطاقات صفراء وحمراء حيث رفع الحكم البطاقة الحمراء لثالث مرة في وجه لاعب من الثقافي وكانت بحق اسامة ابو شنب كما طرد عضو الجهاز التدريبي جمال حدايدة.

وظل فريق البيرة مع يطا الوحيدين في الدوري اللذان لا يعترفان بلغة التعادل فاما ان يخسرا واما ان يفوزا فبعد فوزهما الاسبوع السادس خسرا في الاسبوع السابع واذا كان وضع البيرة الحالي مستقر ولا يدعو للقلق بعد وقوفه عند النقطة الثانية عشرة فان وضع يطا اصبح خطيرا حيث عاد للمرتبة العشرين وتجمد رصيده عند النقطة السادسة.

قفزة نوعية رائعة للخضر

اكثر الفرق تطوراً وصعوداً لسلم الترتيب كان فريق الخضر الذي رفض الاستسلام والانكسار امام الهزيمة حيث حضر يوم الخميس الماضي الى استاد اريحا ليقضي على آمال شقيقه سلوان المقدسي ويعمق جراحه ويرتقي الى المركز العاشر على سلم الترتيب بعد ان كان قبل اسبوعين فقط في المركز الحادي والعشرين وقبل الاخير.

والفوز الذي حققه الخضر هو الثالث له على التوالي وبموجبه عاد الفريق الى سابق عهده كافضل الفرق المدافعه حيث انه حافظ على نظافة شباكه امام سلوان وهلال اريحا اضافة الى تألق مهاجميه واصطيادهم الشباك بسهولة.

وسيطرت لغة التعادل على ثلاث لقاءات بقي اصحابها في مواقع امنة على اللائحة وهم شباب الظاهرية (صفر/صفر)مع اسلامي بيت لحم، وشباب الخليل (1/1)مع بلاطة، اضافة لتعادل عسكر والمكبر من رواد مقدمة الدوري .

وانتعش هذا الاسبوع فريق هلال اريحا ورفع رصيده الى 8 نقاط بعد فوزه الغالي والثمين على مركز طولكرم بثلاثة اهداف مقابل هدفين ليحسب كانجاز اول في رصيد المدرب حسن صندوقة الذي نجح بمداواة جراح لاعبيه وايقاف مسلسل هزائمه.

وفي قاع اللائحة نجح فريق ابو ديس بتحقيق الفوز على اتحاد نابلس ليزيد من جراح الفريق النابلسي ويسجل نصراً اول في عهد المدرب الجديد فوزي ربيع ليتنفس لاعبو ابو ديس الصعداء عكس لاعبي العربي بيت صفافا الذين تلقت شباكهم 6 اهداف جعلتهم يقبعون عميقا في المركز قبل الاخير في الدوري.

وفي لقاءات الامس زادت مشاكل هلال القدس الذي تلقى خسارته الثالثة امام اهلي الخليل في حين التقط لاعبو صورباهر انفسهم بفوز غال على يطا اوقفوا فيه سلسلة نتائجهم الكارثية.

وارتقى صورباهر للمركز السادس عشر على اللائحة دافعا سلوان خلفه في المرتبة السابعة عشرة.

ومن حق فريق اهلي الخليل ان يعيش الحلم هذه الايام بعد اقتناص خلدون الحلمان للهدف الخامس له في الدوري ليسجل الاهلي نصره الثالث ويدخل نادي العشرة الاوائل بعد تخطيه بجدارة فريق هلال القدس .

وارتقى الاهلي للمركز الثامن رافعا رصيده الى 11 نقطة واذا حافظ على وتيرة ادائه ومستواه فمن الطبيعي ان يبقى في الدرجة الممتازة (أ).

وشهد الاسبوع السابع 26 هدفا ليرتفع عدد اهداف الدوري الى 193 هدفا بانتظار لقاء جنين ووادي النيص المؤجل لكن الشيء المؤكد ان الهدف رقم 200 سيسقط في المرحلة الثامنة.

وفي نواحي التحكيم والامن سارت الامور هذا الاسبوع طبيعية للغاية.

كما استمر السلوك الجيد للاعبي الفرق المشاركة في الدوري حيث رفعت البطاقة الحمراء مرتين فقط لاسامة ابو شنب لاعب الثقافي وموسى ياسين لاعب سلوان المقدسي.

ويبقى الامر الاكثر سوءا في الدوري هو استقالات المدربين بالجملة وآخرهم وليد ذيب مدرب هلال القدس امس الذي تنحى عن قيادة فريق العاصمة بعد الخسارة امام اهلي الخليل.

وبعد انقضاء ثلث الدوري قدمت فرق الامعري ووادي النيص ومركز طولكرم وعسكر وجبل المكبر وثقافي طولكرم والبيرة انطباعات جيدة وكان فريق الخضر الاكثر تطورا واهلي الخليل المفاجأة السارة وسلوان المقدسي المفاجأة الحزينة لصاحب الزي الغالي على قلوب الجميع واتحاد نابلس الفريق الذي يلعب باتجاه آخر في الوقت الذي تتواصل فيه لعبة الكراسي الموسيقية في وسط وقاع اللائحة بين باقي الفرق لكن من دون ادنى شك فان اللعبة ستصبح قاسية بعد انقضاء الثلث الثاني من الدوري وحينها وبحلول عيد الاضحى المبارك قد تكون هناك بعض الفرق التي ستذهب بارادتها الى التضحية بمقعدها الذي شغلته في الدرجة الممتازة.

وفي خانة اللاعبين برزت موهبة معن عبيد التهديفية والهب احمد علان حماس الجمهور وسجل احمد كشكش واحسان صادق ثلثي اهداف الامعري وبرز نجم مؤمن صندوقة في الاسابيع الثلاثة الاولى ثم غاب وتألق خلدون الحلمان وحول حلم الاهلي لحقيقة واصبح حال حسام زيادة (اليد الواحدة التي لا تصفق) وتخصص سالم الاطرش وباسم منصور بركلات الجزاء فسجلا مرتين لكل منهما واثبت ابناء ابو رويس والبدرساوي ان الانتماء لبلاطة يعني الابتعاد عن قاموس الخسارة وسجل محمد ابو كشك اغرب اهداف الدوري في مرمى جبل المكبر ورأفت ربيع اسرع هدف في البطولة في مرمى اتحاد نابلس وطه عطون وامجد الزعتري واشرف لحلوح اغلى ثلاثة اهداف في الوقت بدل الضائع وخضر يوسف في مرمى الخضر وبشار السيد في مرمى صورباهر وهيثم دويات في مرمى شباب الخليل اجمل ثلاثة اهداف وتخصص فايز عسيلي «العربي» وهشام براهمة« هلال اريحا» بالبطاقة الحمراء فحصلا عليها مرتين لكل واحد وظل مركز طولكرم وشباب الخليل وجبل المكبر واتحاد نابلس دون اية حالة طرد.

وبعد سبعة اسابيع من عمر الدوري يمكن القول ان عقلية رئيس اتحاد كرة القدم جبريل الرجوب ورفاقه نجحت بطبخ كرة قدم طازجة وعلى الجماهير والمتابعين تذوقها مع الاخذ بعين الاعتبار السماح لهم باضافة اية مقبلات بجانبها لان الدوري هو مشروع وطني للجميع ومن حق ابناء هذا الوطن المساهمة بنجاحه.

مشكووووووووووووووووووووووووووووووور**